فرضية التدخل العسكري في لبييا تثير ردود فعل متباينة و مقاربات متناقضة من طرف دول الجوار و جنوب المتوسط …ففي الوقت الذي تعارض فيه بشراسة دبلوماسية الجزائر اي تدخل عسكري دولي في ليبيا معتبرة ان ذلك سيساهم في خلق اجواء من الفوضى قد تصب في صالح المنظمات الإرهابية و تكرس تواجد داعش في البلد …ترى مصر من جهتها بقيادة عبد الفتاح السيسي و تجاوبا مع حكومة طبرق و زعيمها العسكري خليفة حفتر ان لا مفر من تدخل عسكري للقضاء على هذه الجماعات الاٍرهابية التي أصبحت تهدد بتمديدها امن و استقرار مصر ..
على الصعيد الأوربي يلاحظ المراقبون حماسا غير مسبوقا من طرف دول كإيطاليا و اسبانيا للتدخل العسكري الدولي في ليبيا و دلك بسبب الفوضى الأمنية التي يعيشها البلد و التي تستغلها قنوات تهريب البشر لارسال بواخر مكتظة بالمهاجرين السريين الي سواحل أوروبا الجنوبية..ما يتسبب في إخلال بالموازين الأمنية و الاجتماعية للدول الاروبية ..بينما من جهتها تتريث دول مثل فرنسا و بريطانيا التي شاركت قوتها في عملية الإطاحة بنظام معمر القذافي في الدعوة الى تدخل عسكري …
بين معارض شرس و مؤيد متحمس تبقى فرضية التدخل العسكري في ليبيا غير واردة في المدى القريب ..و يبقى التساؤل الذي يفرض نفسه بحدة امام المجموعة الدولية و دول الجوار …ما العمل في حال أعلن عن فشل رسمي للحوار السياسي الذي ترعاه الامم المتحدة ..؟ كيف الطريق الى إيجاد معالجة آمنية لمستنقع ليبي اصبح يهدد امن و استقرار المنطلقة بكاملها ؟