الرئيسية / أقلام الحقيقة / ليبيا و فرضية التدخل العسكري الدولي

ليبيا و فرضية التدخل العسكري الدولي

أقلام الحقيقة
ليلى لكريم 17 أغسطس 2015 - 15:40
A+ / A-
مع استمرار الباب المسدود الذي تواجهه الأزمة الليبية عادت الى الواجهة فرضية التدخل العسكري الدولي لحسم المعركة في لبييا و محاولة القضاء على المنظمات الإرهابية التي استغلت الفوضى الأمنية و السياسية لتتخذ من هذا البلد مرتعا لأنشطتها …و تتزامن هذه العودة مع ظهور صعوبات للحوار السياسي الذي ترعاه الامم المتحدة و الذي تدور جولاته بين المغرب و الجزائر…وزير الخارجية الايطالي دق ناقوس الخطر عندما أكد ان امام هذا الحوار أسابيع قليلة لتحقيق اختراقات قبل ان تتحول ليبيا الى صومال جديدة…وما أعطى زخما لفرضية التدخل العسكري الدولي في ليبيا الطلب الذي وجهته حكومة طبرق المعترف بها دوليا للدول العربية للتدخل  ميدانيا والقضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة …و جاءت طريقة تفاعل الجامعة العربية مع هذا  الطلب و عقدها اجتماعات اسثتنائية لدراسته كمؤشر على احتمال حصول هذا التدخل …بموزاة ذلك صدر بيان من واشنطن موقع من  الولايات المتحدة وخمسة دول اروبية فرنسا ألمانيا ايطاليا اسبانيا و بريطانيا تندد بأعمال تنظيم الدولة الاسلامية الهمجية  في لبيا…توقيت صدور البيان و الكلمات التي استعملت فيه لوصف الوضع المتأزم في ليبيا والدول الموقعة عليه يمكن ان يعطي انطباعا ان عملية تجييش الرأي العام الدولي للتحضير لضربات عسكرية ضد مواقع داعش بدأت فصولها…

فرضية التدخل العسكري في لبييا  تثير ردود فعل متباينة و مقاربات متناقضة من طرف دول الجوار و جنوب المتوسط …ففي الوقت الذي تعارض فيه بشراسة دبلوماسية الجزائر اي تدخل عسكري دولي في ليبيا معتبرة ان ذلك سيساهم في خلق اجواء من الفوضى قد تصب في صالح  المنظمات الإرهابية و تكرس تواجد داعش في البلد …ترى مصر من جهتها بقيادة عبد الفتاح السيسي و تجاوبا مع حكومة طبرق و زعيمها العسكري خليفة حفتر ان لا مفر من تدخل عسكري للقضاء على هذه الجماعات الاٍرهابية التي أصبحت تهدد بتمديدها امن و استقرار مصر ..

على الصعيد الأوربي يلاحظ المراقبون حماسا غير مسبوقا من طرف دول كإيطاليا و اسبانيا للتدخل العسكري الدولي في ليبيا و دلك بسبب الفوضى الأمنية التي يعيشها البلد و التي تستغلها قنوات تهريب البشر لارسال بواخر مكتظة بالمهاجرين السريين الي سواحل أوروبا الجنوبية..ما يتسبب في إخلال بالموازين الأمنية و الاجتماعية للدول الاروبية ..بينما من جهتها تتريث دول مثل فرنسا و بريطانيا التي شاركت قوتها في عملية الإطاحة بنظام معمر القذافي في الدعوة الى تدخل عسكري …

بين معارض شرس و مؤيد متحمس تبقى فرضية التدخل العسكري في ليبيا غير واردة في المدى القريب ..و يبقى التساؤل الذي يفرض نفسه بحدة امام المجموعة الدولية و دول الجوار …ما العمل في حال أعلن عن فشل رسمي للحوار السياسي الذي ترعاه الامم المتحدة ..؟ كيف الطريق الى إيجاد معالجة آمنية لمستنقع ليبي  اصبح يهدد امن و استقرار المنطلقة بكاملها ؟

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة