الرئيسية / قصاصات / أخطر ما كشفه ابتزاز صحافيين للملك استعمالهما لتقرير للمخابرات الفرنسية عن تحركات الملك!

أخطر ما كشفه ابتزاز صحافيين للملك استعمالهما لتقرير للمخابرات الفرنسية عن تحركات الملك!

قصاصات كواليس نبض المجتمع
مـــــريــــة مــــكريـــم 31 أغسطس 2015 - 16:41
A+ / A-

تعيشون في باريس هذه الأيام على إيقاع مسلسل هوليودي، بعد التهمة الخطيرة التي وجهها القضاء الفرنسي لصحافيين فرنسيين بمحاولة ابتزاز الملك محمد السادس.. ما هو تقييمك الاجمالي لهذه القضية من موقعك كصحافي ومحلل إعلامي وسياسي؟

إننا أمام قضية مهمة خطيرة وغير مسبوقة وجهت لصحافيين فرنسيين معروفين باهتمامها الوثيق بشجون وخبايا السياسية المغريبة. الأول اريك لوران الذي كان ترأس في تسعينيات القرن الماضي جوقة المادحين الذين استأجر أقلامهم وزير الداخلية آنذاك ادريس البصري لكتابة المديح للمرحوم الحسن الثاني …عمل توج بنشر كتاب ذاكرة ملك، كان وقتها اريك لوران، يرمي المغرب بزهور التفاؤل وعطور البهجة ويأكل من الأموال الطائلة التي كانت تصرف في الخارج لتلميع صورة البلاد ..اما الثانية فهي كاترين كراسيي، من بين الإقلام الفرنسية التي اختارت المغرب للعمل فيه كصحافية …تعرف عليها الرأي العلم المغربي عبر مقالتها في أسبوعية لوجورنال الشهيرة …الاثنان أصدرا كتابهما “الملك المفترس” الذي لا يحمل من معلومات جديدة سوى عنوانه التهجمي والمنتقذ للملك محمد السادس، اما مضمونه فعبارة عن مقالات ودراسات كان الجميع يعلم بها وسبق ان نشرت في الصحافة المغربية …

مصطفى طوسة

مصطفى الطوسة
الصحافيان قاما بعملية ابتزاز واضحة المعالم عندما اتصلا بالقصر وهددا بنشر كتاب حول المغرب تنبأت كاترين كراسيي، انه سيكون كارثيا على المغرب، لما سيحمله من اخبار ومعلومات مدوية ومزلزلة، حسب التعبير الذي استعمله اريك لوران …عاملان أساسيان منحا هذه القضية زخمها الإعلامي والسياسي .. الاول هو قرار المغرب بتقديم دعوى امام القضاء الفرنسي، بان هناك صحافيان فرنسيان يمارسان عملية ابتزاز ضد شخص الملك، والعامل الثاني هو الإجراءات التي اتخذها القضاء الفرنسي عبر تعبئة غير مسبوق للإطاحة بالمبتزيين، هم متلبسين ..ومن ثم اجتمعت كل عناصر القنبلة الإعلامية التي مازالت شظاياها تتناثر على المشهد السياسي الفرنسي والمغربي …

لكن، لا يجب أن ننسى أن للصحافيان روايتهما الخاصة بهما، وأنهما يتحدثان عن عرض مغر قبلا به وليس ابتزازا..
بعدما ألقي عليهما القبض وهم متلبسين، نشرت وسائل الاعلام الفرنسية نص الوتيقة آلتي التي وقعها الصحافيان بخطهما، يلتزمان فيها بعدم نشر أي معلومة حول المغرب، مقابل الحصول على مليوني يورو، وبعدما وجدت في جيبوبهما قيمة مالية تقدر بأربعين الف يورو للواحد، وبعدما نشرت في الصحافة ايضا تسجيلات صوتية تكشف فحوى المفاوضة الابتزازية بينهما وبين ممثل القصر المحامي هشام الناصري، لم يبق أمامهما خيار غير الاعتراف بان هناك مفاوضات مالية حول مشروع كتاب، لكن دون ان توجد نية الابتزاز التي يصنفها القانون الاجرامي .. اريك لوران علل حديثه عن المال بالقول ان النفس ضعيفة امام هذه المبالغ، خصوصا وانه وزوجته يمران بمرحلة صعبة بسبب مرضها .. اما كاترين كراسيي فقالت أنها سقطت في كمين وان نفسها الضعيفة ايضا سقطت و ترهلت امام هول المبالغ المقترحة .. هذه الاستراتيجية التي أقرها محامو الدفاع، هدفها ابعاد تهمة الابتزاز  بكل الوسائل، التي يمكن ان تؤدي بها الى السجن، مقابل الإبقاء على الإغراء المالي الذي من شأنه، يخفف الظروف التي ستساهم في ابعاد شبح السجن عن طريقهما ..
لكن هذه الاستراتيجية لا تصمد اما صلابة الأدلة المادية التي استطاع القضاء الفرنسي الحصول عليها، والتي اثبتت فصول العملية الابتزازية من أولها آلى اخرها ..محامي المغرب اريك دوبون موريتي، ذكر أن اريك لوران هو الذي تحدث اولا عن إمكانية حصوله على هذه الأموال لمعالجة ظروفه الخاصة، ولكي تستطيع صديقته كاترين كراسيي التفرغ لتربية خيولها ..وذكر ايضا ان كراسيي هي التي تحدتث عن إمكانية انشاء حساب خارج فرنسا لاستقبال أموال الابتزاز، وطلبت اوراقا مالية اقل من ورقة خمسمئة يورو …

أعلنت دار النشر « لوسوي » التخلي عن إصدار الكتاب  موضوع الضجة، ما هو تعليقك ؟
أكد الصحافيان، في حواراتهما المتعددة للصحافة الفرنسية، أنهما يصدران الكتاب/القنبلة ، و بعدها جاء الكشف عن مفاوضاتهم للامتناع عن نشره مقابل أموال من المغرب، كضربة قوية لدار نشر « لوسوي » العريقة، التي تريد ان تحتفظ على سمعتها ومجدها…وتولد هناك انطباع لدى دار النشر، ان الصحافيين كانا يمارسان عملية الابتزاز باستعمال اسمها.. وهنا جوهر المشكل..

صراحة، لا اعتقد ان هذا الكتاب سيصدر في ظل المسلسل القضائي الثقيل الذي ينتظر الصحافيين، وحتى ان صدر، لا أعتقد ان دار نشر محترمة ولها مصداقية ستتكلف به، خصوصا وان المعلومات التي هددت كاترين كراسيي بكشفها، تعتمد على تقرير للمخابرات الفرنسية « د.ج.آس »، أو بالأحرى تقول كراسيي، انها حصلت عليها من هذا الجهاز المخابراتي الفرنسي حول تحركات وزيارات الملك إلى فرنسا …

هل تعتقد أنه سيكون لهذه القضية انعكاسات سياسية وإعلامية لمثل هذه القضية على سير العلاقات المغربية الفرنسية؟

من بين أهم الانعكاسات السياسية على العلاقات الفرنسية المغربية انه هذه القضية سيساهم في اخراجها من منطق الابتزاز المعنوي والفوقية الاستعلائية، الذي كان دائماً يطبع العلاقة بين باريس والرباط..الان سيتم غربلة هذه الأوساط السياسة والإعلامية التي تتابع قضايا المملكة، ويتم فرز الباحث الموضوعي الجاد في قرارته السياسية والباحث الصحافي المناور المتاجر، الذي يبحث عن فرصة لتشويه الصورة، قصد الزيادة في قدرته على التأثير السلبي، وقدرته على المناورة والابتزارة وخدمة الاجندات المعادية لمصلحة المغرب، أما بخصوص المغرب، فستلقي هذه الفضيحة الاخلاقية التي تورطت فيها كارترين كراسيي اضواء ساطعة على القنوات والشخصيات والاقلام المغربية التي كانت تحتضنها، وتساهم في تقوية فكرها وتشجعها على المضي قدما في مغامراتها المعادية للمغرب.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة