على مدى سنوات عديدة كان قلب عالم صناعة الأزياء مغلقا في وجه المحجبات من أمثال البريطانية ماريا إدريسي.
ألهمت ماريا الإدريسي بظهورها المفاجئ في حملة إتش آند إم الإعلانية الكثير من عاشقات الموضة وأصحاب المدونات والناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي. فهي لم تظهر كعارضة أزياء في حملة إعلانية وحسب بل خطفت الأضواء وأسرت القلوب
لكن مع انتشار حملة إعلانية لشركة اتش آند إم وظهور المسلمة ماريا إدريسي التي أصبحت أول عارضة أزياء محجبة- فيها يبدو أن عالم الأزياء قد انتبه أخيرا للسوق المتوقعة للمستهلكين المسلمين.
ففي إعلان مصور بارز عرض في سبتمبر أكبر شركة تجزئة في عالم الأزياء في العالم وهي اتش آند إم ظهرت عارضات أزياء من خلفيات مختلفة بينهن إدريسي.
ويذكر أن عارضة الأزياء ماريا إدريسي البالغة من العمر 23 عاما ونشأت في لندن لأب مغربي وأم باكستانية. وتملك ريما مع آخرين محل تجميل يسمى “صالون مراكش” في منطقة نوتنج هيل بلندن.
وحسب رويترز قالت إدريسي إن صديقة لها هي التي اوصلتها لشركة اتش آند إم السويدية وأبلغتها أن الشركة تبحث عن عارضات أزياء محجبات.
وأضافت “أبلغتني صديقة لي تعمل مديرة إنتاج بأن شركة اتش آند إم تبحث عن عارضات محجبات فقلت: حسنا..هل أنت متأكدة؟ هل تدركين ما هو الحجاب.
فقالت لا إنهم يريدون بالفعل امرأة محجبة حقيقة وبحثوا الأمر مع بعض المدونين والعاملين في المجال لكنهم سألوها إن كانت تعرف محجبة فأرسلت (هي) لهم صوري..وهذا ما جرى.”
وأوضحت إدريس أن النساء أمثالها تعرضن للتهميش على مدى سنوات وهذا ما دفعها لقبول المشاركة في حملة اتش آند إم.
وقالت “السبب الرئيسي هو أنني شعرت بحقيقة عدم وجود تنوع فيما يتعلق بالمرأة المحجبة في صناعة الأزياء وأن هناك وجودا للمسلمات اللائي يرتدين الحجاب وعارضات أزياء..لكن ليس وجودا في قلب الصناعة.”
وتباينت ردود فعل المسلمين في بريطانيا إزاء مشاركة ماريا إدريسي في تلك الحملة الاعلانية. فهناك فتيات يقلن إنها أوحت للأخريات بأن عرض الأزياء لا يتفق مع الإسلام.
وترد إدريسي على ذلك بالقول إن التعليقات السلبية للمسلمات أشد إيلاما.
واضافت من جهة أخرى “كنت مرتدية ملابس محتشمة تماما. لم أظهر بشكل غير مناسب ولذلك لا أفهم (سبب الانتقادات). ما من شك في أنه من الضروري أن نكون صادقين لكن الناس بطبيعة الحال يريدون شيئا يجادلون بشأنه.”
وعلى الرغم من بعض الأصوات المنتقدة فان رد الفعل العام كان إيجابيا وحظيت قصة إدريسي بتغطية مكثفة من وسائل إعلام عالمية.
