الرئيسية / أقلام الحقيقة / عن التوسع التركي في أفريقيا

عن التوسع التركي في أفريقيا

أقلام الحقيقة
سليمان الخداش 26 مايو 2016 - 11:48
A+ / A-

في فبراير الماضي، زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أربع دول في غرب أفريقيا، في جولة قال إنها لن تكون الأخيرة لقارتنا، ووقع هناك وزراء حكومة بلاده، اتفاقيات اقتصادية بملايين الدولارات.

وإلى جانب الاقتصاد كان يتحرك العمل الإغاثي، وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” شيدت وتشيد المشاريع الإنسانية في البلدان الأفريقية الفقيرة، تحفر الآبار وتبني المدارس وتدعم المشاريع الصغيرة، وتبني مؤسسات ثقافية والمساجد أيضا، وأول أمس في مؤتمر صحافي، في ختام قمة العمل الإنساني باسطنبول، قال أردوغان، إنه سيزور أربع دول أفريقية أخرى قريبا، وسيتابع بنفسه المشاريع الإغاثية والإنسانية التي تدعمها تركيا.

واليوم بمناسبة “يوم أفريقيا العالمي” يكتب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مقالا بعنوان “شراكة النهضة التركية-الأفريقية.. مقاربة ترتكز إلى الإنسان” نشرته صحف أفريقية عدة، وتحدث جاويش أوغلو في مقاله عن”السياسة الإنسانية التركية المنسجمة مع مسؤوليتها الاجتماعية”.

هنا يجب أن نسأل جميعا كأفارقة، وجميعا تشمل حكامنا ومسؤولينا، عن إن كانت تركيا أو الدول الأوروبية ذات المشاريع الإنسانية في قارتنا، أقرب إلى بلدانها مننا؟ هذا يشمل الجغرافيا والتاريخ والثقافة والاقتصاد، وكل ما بينهم من مشترك، لكنه يرسم خارطة التحالفات والشراكات والخزانات الإقتصادية والعلاقات الأمنية، ولأن المغرب كان سباقا في إحياء المشترك والتعاون الأفريقيين، عبر تكرر جولات ملك البلاد في دول غرب أفريقيا، أتساءل عن خطواته التالية في السير بالأخوة الجغرافية والتاريخية والثقافية، والشراكة الاقتصادية والأمنية، إلى مستويات عمل أكثر تنسيقا وفاعلية، وأكبر من ما يظل عنوانا حتى الآن عن أن “الدار البيضاء تتحول إلى قطب أفريقي”.

أتذكر في هذا الصدد، زميلة، عبرت عن استغرابها من التواجد الكبير لأخوتنا من الغرب الأفريقي في اسطنبول، بالقول “ظننت أنها ليست من خياراتهم للهجرة لبعدها الجغرافي”، أجبت بأن ساعات من الطيران تلغي المسافة، هنا يحصلون على منح للدراسة، ويستأجرون بيوتا يتزوجون فيها ويؤسسون عائلات، وهنا أيضا بات من العادي أن تلحظ في الشارع اللباس الأفريقي المميز، المختلف كلية عن التركي. وتشاهد أيضا البعض، يبيعون الساعات والهواتف النقالة والحلي الأفريقية، كما لو أنك ترى المشهد في طنجة شمال المغرب. ما لم يتغير أنهم ما زالوا يتكلمون بالفرنسية، مع لغة لهجات بلدانهم الجميلة. وبالمحصلة فإن “من يريد ربط بلاده بالغرب الأفريقي، وهو في الجانب الآسيوي من العالم، سيفعل عندما يملك الإرادة السياسية، وذكاء الاستثمار السياسي والاقتصادي” ناهيك عن أن الإنسانية لا تفرق بين الأفريقي والتركي أو غيرهما، وأن العمل برهان نفسه.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة