الرئيسية / مطبخك / العادات الغذائية عند المغاربة.. بين مستلزمات الحداثة والتشبث بفن الطبخ الأصيل

العادات الغذائية عند المغاربة.. بين مستلزمات الحداثة والتشبث بفن الطبخ الأصيل

مطبخك
مامون خلقي 25 أغسطس 2016 - 11:21
A+ / A-

على مستويات عدة، أصبحت وتيرة الحياة العصرية المتسارعة ومتطلبات العولمة المتعاظمة في تداعياتها تؤثر بشكل كبير على العادات الغذائية للمغاربة، ما قد يؤثر على عنصر محوري يميز هويتهم، والمتمثل في فن الطبخ الأصيل الذي أضحى يعاني بشدة من تأثير الثقافات الأجنبية.

واللافت أن فن الطبخ، الذي يحافظ عليه المغاربة بكل عناية وحرص ويتناقله جيل عن جيل، يواجه اليوم تحديات ثقافة التنميط التي تفرضها أساليب الحياة الخارجية، إلى درجة أن الكثير من المغاربة أصبحوا لا يأخذون على محمل الجد مدى هذه التغييرات العميقة الآخذة في بسط نفوذها جراء الانبهار والتأثر بنمط الحياة الغربية.

في هذا السياق، ترى خبيرة التغذية، أسماء زريول، أن النمط الغذائي المغربي المتوسطي يتميز بالعديد من المزايا الصحية الأكيدة، وذلك على اعتبار أنه نظام أصيل “كامل وصحي” يساهم في التقليل من مخاطر العديد من الأمراض، بما في ذلك السمنة لدى الأطفال.

وأعربت هذه المتخصصة في علوم التغذية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن أسفها للحجم الهائل من التغييرات الرئيسية التي تجتاح هذا النظام الغذائي بسبب تأثير التغيرات المحتدمة لأنماط الحياة، والمتميزة على الخصوص بالانبهار بالنموذج الغربي وعاداته الغذائية التي تروج لها وسائل الإعلام والتكنولوجيات الجديدة، بما يحيل على أن أساليب الحياة الأجنبية آخذة في غزو جميع شرائح المجتمع من خلال تقنيات تقوم على “التحايل” على الجمهور الواسع. وأضافت، في هذا الصدد، أنه يجري التشجيع على تبني النموذج الغربي واستهلاك منتجات هي في الغالب مضرة بالصحة (رقائق الذرة أو البطاطس، وبعض أنواع الزبدة والمشروبات الغازية والوجبات السريعة …)، التي تبقى من الأطعمة الخالية من أية قيمة غذائية.

وأشارت إلى أن العديد من المحلات العالمية وسلاسل الوجبات السريعة التي تنتشر في كل مكان، تؤثر حاليا على نموذج عيش المغاربة، بل وأصبحت نقاط جذب تستقطب الكبار والصغار داعية إياهم لاكتشاف هذا العالم الجديد.

وأبرزت أن هذا التغيير يعزى أيضا إلى ولوج المرأة لسوق العمل واعتماد التوقيت المستمر، وهو ما يدفع الناس عموما إلى استهلاك الوجبات السريعة مع أنها “ذات قيمة غذائية سيئة للغاية”. وحذرت من أن “هذا النظام الغذائي غني بالسعرات الحرارية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وزيادة الوزن والسكري، الأمر الذي قد يفضي إلى ظهور أجيال تعاني من شتى أنواع الأمراض”. ولتفادي هذه المخاطر الصحية، أوصت هذه المتخصصة في التغذية بالانخراط في أنشطة رياضية والابتعاد عن استهلاك الوجبات السريعة وتفضيل نظام غذائي متكامل وطبيعي، يرتكز على منتجات يزخر بها المغرب، من قبيل زيت الزيتون والحبوب والخضر والفواكه والأسماك.

من جانبه، أعرب الشاف الهادي، المتخصص في الطبخ، في تصريح مماثل، عن أسفه لاختفاء عدة أطباق من المائدة المغربية، مؤكدا أن الانفتاح عن الآخر لا يعني التخلي عن الهوية الثقافية في شقها المرتبط بالطبخ.

واعتبر أن “الأدوار باتت معكوسة على اعتبار أن الغرب أدرك مزايا النظام الغذائي المغربي، في حين أن المغاربة أخذوا يبتعدون عن تقاليدهم، من خلال الإقبال على استهلاك المنتجات المصنعة الغريبة عن ثقافتنا”.

وأضاف أن المطاعم تسهم من جهتها في هذا التغيير، عن طريق تفضيل الأطباق الغربية كما يتضح من خلال قوائم الطعام التي تقدم للزبناء، موضحا أن “غالبية الأطباق المقدمة هي غريبة عن مطبخنا”، ومسجلا، في سياق متصل، أن الأطباق الموسمية التي تميز المطبخ المغربي بدأت هي الأخرى تختفي. وخلاصة القول أنه، أمام تنامي الصناعات الغذائية عن طريق الانتشار الواسع لمحلات وسلاسل الوجبات السريعة، فإن المطبخ المغربي، الذي يصنف على أنه يقدم أفضل المأكولات في العالم، لا يزال يقاوم من أجل تأمين حضوره والحفاظ على طابعه الأصيل، ونكهاته وتنوعه وفوائده الغذائية.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة