الرئيسية / أقلام الحقيقة / الديمقراطية العليلة !

الديمقراطية العليلة !

أقلام الحقيقة
حكيمة احاجو 15 أكتوبر 2016 - 14:13
A+ / A-

عاش المغاربة يوم السابع من أكتوبر موعدا آخر مع التاريخ بإيجابياته وسلبياته. إنها لحظة سياسية ليست فقط لضخ دماء جديدة في المؤسسة التشريعية وفي النخبة السياسية، بل كانت فرصة لوضع حد لسلسلة الخيبات والفرص الضائعة، فطيلة عقود والمملكة الشريفة تحبو لولوج نادي الدول الديمقراطية دون أن يتأتى لها ذلك بالشكل الأمثل.
وإذا كان من الأكيد أن اقتراع الجمعة الأخير بما أسفر عنه من نتائج قد زكى شرعية المؤسسة التشريعية ومعها شرعية الأحزاب السياسية المتنافسة، لكنه أظهر من جانب آخر أن شرعية الصناديق لا تستقيم بدون مشروعية مجتمعية تزكيها المشاركة المكثفة للناخبين وانخراطهم في اعطاء المعنى للحظة السياسية وتجسيد مدى ايمانهم بمصداقية المؤسسات الدستورية.
إنها أحد أدواء الديمقراطية حين ينظر إليها أنه مجرد تقنية لافراز أغلبية وأقلية أو منح الفوز لطيف سياسي على حساب آخر رغم وجود تداول حقيقي على السلطة. في ذلك تستوى الديمقراطيات التقليدية وتلك التي تتلمس الطريق نحوها. فمشاركة الناخب المستميت أمام اغراء المال والسلطة مؤشر دال وهو ما يعطي للمؤسسات مصداقيتها وليس فقط السلط التي يمنحها لها الدستور.
ورغم أن الاختيار الديمقراطي في المغرب أصبح لا رجعة فيه ومن الركائز الأساسية للأمة، لكن لم يتبدد بعد التوجس لدى المواطن رغم أزيد من خمسين سنة على التجارب النيابية والاستحقاقات الجماعية والبرلمانية، ولعل ما يزيد من النفور ليس من السياسية ولكن من الاقتراع أنه لم يجد بعد طريقه الى الشفافية الكاملة مع استمرار التشكيك في سبل ولوج السياسيين الى قبة البرلمان . هنا يستمر سؤال النزاهة وتوجيه إرادة الناخبين ومدى التأثير عليهم مطروحا بإلحاح رغم حياد الإدارة المسجل في الاقتراع الأخير. فنسبة المشاركة أثبتت أن غالبية المغاربة يشككون في المؤسسات، وأنها لن تعكس بالشكل الأمثل البنية الحقيقية للمجتمع المغربي وتوجهات المغاربة وآرائهم.
فطيلة الولاية المنصرمة، لم يكن البرلمان مكانا للحوار من مستوى رفيع، ولم يكن ميدانا للتنافس بين البرامج والمشاريع، ولم تمر أشغال جلساته في جو من التسامح والاحترام المتبادل. بدل ذلك تحول الى حلبة للمواجهة بين الأفراد والأشخاص. ذلك أحد العوامل التي أفقدت المؤسسة جزاءا غير يسير من مصداقيتها وزكت الصورة السلبية التي ترسخت على مدى عقود في الأدهان. واستمر ذلك حتى في الحملة الانتخابية، وكانت النتيجة أن المواطن لم يرتح ولم يطمئن ولم تخلق لديه أية ثقة وأمل في العودة للمشاركة المكثفة وبالشكل المنتظر.
تلك اللحظة كشفت أن جراح المغاربة لم تندمل من جراح سنوات الجمر والرصاص، وأن جبر الضرر لم يكن كافيا لنسيان الآلام ولا حققوا المصالحة ليس مع السياسة ولكن مع صناديق الاقتراع . ينضاف لكل ذلك الحملات الشعواء للتحقير والحط من أحزاب وشخصيات سياسية لفائدة قوى سياسية أريد لها أن تكون وقود المرحلة وخدمة لأجندة ظرفية، ودون أن تكون في خدمة الرهان الاستراتيجي وهو الوصول إلى دولة الديمقراطية الحقة.
ذات اللحظة كشفت أن الإرادة السياسية لا تكفي، وأن الاصلاحات السياسية والإدارية محدودة النتائج، ولم تحل المشكل الأساسي وهو الصورة التي يتملكها المواطن حول السياسة والسياسيين وحول البرلمان، ولذلك ستستمر دمقراطيتنا بعلاتها وأعطابها في صالة الانتظار إلى أجل محتوم.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة