لكل شخصية نموذج تتأثر به أو تبتغيه وتتغياه.
ابن كيران أثر فيه ثلاثة أشخاص، الأول والده، والذي بصم حياته الدينية وبفضله حفظ القرآن، قبل أن يودعه إلى الدار الآخرة وعمره 16 سنة، عندما كان ابن كيران يدرس في الثانوية، فترك في قلبه أثرا بليغا.
أما الشخصية الثانية فهي والدته مفتاحة الشامي الذي أحبها بطريقة جنونية، وكانت عينه وقلبه، وقد أخذ عنها الاهتمام بالشأن العام، مادامت هي الأخرى قد طبعت حياتها الأولى بالعمل إلى جانب حزب الاستقلال أيام الاستعمار.
وقد ظل ابن كيران يتعلم منها إلى أيامها الأخيرة، خاصة وأنه يعترف لها بحنكتها وحكمتها.
أما الشخص الثالث، فهو الحاج بنسالم ابن كيران، شقيقة من الزوجة الثانية لوالده، حيث كان لوالده أربع زيجات، وقد كان بنسالم بمثابة أب لابن كيران، خاصة بعد أن توفي شقيقه عبد الحفيط.
تعلم ابن كيران من بنسالم الاعتدال في الحياة، وتوزيعها بين حفط القرآن والتجارة التي بدأها منذ زمن، خاصة بعد أن غادر فصول الدراسة في المستوى الرابع، والرياضة …