أكد حسن أوريد، مؤلف، ومؤرخ المملكة المغربية، أنه قبل 10 سنوات كان المجلس العلمي الأعلى يقول أن حكم المرتد هو القتل، وقبل شهرين أصدرت نفس المؤسسة فتوى بخصوص حرية المعتقد، ما يشير إلى أن هناك ضغطا خارجيا وداخليا لمواكبة المبادئ الكونية، وهناك سيرورة تتطور وتعتمدها دول العالم كل بمقدار.
وحكى أوريد، قبل قليل خلال ندوة فكرية في سلا، طرفة عن ضيف لبناني كان ضيفا في جامعة يابانية وطلب أن يستمتع بموسيقى يابانية، بعد أن ينهي عمله، فاستجابوا لطلبه، والذي حدث أنه استمع إلى الدجاز، (وقال أنا طلبت موسيقى يابانية، فقالوا له الموسيقى والفنانون والكلمات يابانية كان يجب عليك أن تطلب موسيقى تقليدية)، فاليابانيون استوعبوا أن البنية لازالت غربية، لذلك من الضرورة أن نقرأها، ولابد أن نستأنس بتجارب الآخر.
وأوضح أوريد أن هناك مدرستان بهذا الخصوص، الأولى فرنسية تبلورت مع الأنوار، وعبر الثورة على التقاليد، وقامت بقطيعة مع الماضي، وتحديدا الكنيسة والملكية، ثم المدرسة البريطانية التي لم ترفض التقاليد وحاولت استيعابها، وهنا لابد من التمييز بين التقليد والتقليدانية.
وأشار المتحدث إلى أنه لفترة كان مفهوما أن ننظر إلى الشرق، لأنه كان حاملا لمشروع، وكان يتبنى حلما، فكان طبيعيا أن تتماهى النخب، في ذلك الإطار، لكن اليوم آن الأوان أن نستقل ونسبح حتى لو غرقنا، ونمتلك أنفسنا دون مساعدة أي كان، وأعتقد أننا نستطيع لأن لدينا نخب فكرية، ودينامية مجتمعية إيجابية.