شهد الربع الأول من عام 2017 تنقلات كثيرة للملك محمد السادس، حيث قام بجموعة من الرحلات صوب بلدان من قارات مختلفة، بعضها كانت رسمية للمصادقة على مشاريع واتفاقيات وحضور قمم دولية، وبعضها الأخر كان عبارة عن عطل شخصية حملت بين طياتها بعض أمور الديبلوماسية.
وكانت أولى الرحلات الرسمية لهذا العام، في 27 من يناير الماضي، حين حل العاهل المغربي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة في أعمال قمة الاتحاد الافريقي، والتي تميزت بعودة المملكة إلى حضن هذه المنظمة القارية بعد غياب دام لأزيد من ثلاثين عقدا من الزمن.
ومع حلول شهر فبراير، سافر الملك محمد السادس صوب جنوب السودان في زيارة رسمية، وقع خلالها على تسع اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة، أبرزها اتفاقية مساعدة الرباط لجوبا من أجل بناء عاصمة جديدة. بلغت تكلفتها 10 مليارات دولار على مدى عشرين سنة، بحيث ستشرف على المشروع شركة العمران التابعة للحكومة المغربية، وقد شكل البلدان في هذا الصدد لجنة لمتابعة بناء العاصمة، وتقرر أن تجتمع مرتين في السنة على الأقل.
غانا كانت ثاني محطة إفريقية، بتاريخ 16 فبراير 2017، توجت بتوقيع ما لا يقل عن 25 اتفاقية تضم اتفاقات حكومية وأخرى خاصة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات تعاون مختلفة بين المغرب وغانا.
وبخصوص زيارة محمد السادس لزامبيا في ثاني شهور السنة، فقد شكلت محطة مهمة أخرى في الجولة الملكية، بحيث تميزت زيارة هذا البلد، على المستوى الاقتصادي، بتوقيع 19 اتفاقا حكوميا واتفاق شراكة اقتصادية بين البلدين في لوساكا وقعها وزراء البلدين بحضور العاهل المغربي والرئيس الزامبي إدغار شاكوا لونغو.
وخلال نفس الشهر، قرر الملك محمد السادس التوجه في جولة رسمية أخرى، داخل القارة السمراء دائما، هذه المرة صوب العاصمة الغينية كوناكري، وذلك لتكون مناسبة للحديث عن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، وكذا مناسبة للاعتراف بالجميل الذي قدمه رئيس الاتحاد ودولة غينيا، ألفا كوندي، الذي نزل بثقله لمساندة عودة الرباط للمنظومة القارية.
عطل الملك.. السياحة في خدمة السياسة
للحديث عن الأسفار الخاصة الملك محمد السادس، كان لابد أن نعود في الزمن قليلا، وتحديدا لشهر فبراير الماضي، حيث حل الملك محمد السادس بدولة ساحل العاج، وقضى هناك عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن أنهي مهمة رسمية رامية إلى تقوية علاقة التعاون بين المغرب وكوت ديفوار، وظهر محمد السادس حينها في صورة مع وزير الخارجية الإفواري، حميد باكايوكو، في المحطة البحرية “اسيني”، وهي واحدة من أرقى المنتجعات السياحية في ساحل العاج.
وفي رحلة لم تتوقعها الساحة الإعلامية على الإطلاق، حل الملك محمد السادس مرفوقا بالأميرة لالة سلمى وولي العهد مولاي الحسن والأميرة للا خديجة بجمهورية كوبا، وتحديدا بمنطقة أرخبيل كابيو سانتا ماريا شمال محافظة فيلا كلارا، في زيارة لم تكن سياحية بقدر ما هي سياسية، حيث تم الاتفاق بموجبها على استئناف العلاقات المغربية الكوبية على مستوى السفراء، وكذا تقوية علاقة الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
مباشرة بعد انتهاء العاهل المغربي من الزيارة الكوبية، سافر صوب مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، رفقة أسرته، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية، حيث قضى أيام عطلة، ظهر فيها مستمتعا ومرتاحا، كيف لا وهو للتو أنهى مهمة كبيرة بكوبا، من شأنها خدمة الوحدة الترابية، والسرعة إلى إيجاد حل لقضية الصحراء المغربية.
وبهذا يكون الملك محمد السادس قد قطع خلال الربع الأول من العام، مسافة كبيرة تقارب 76176 كلم، إذا ما قمنا بحساب المسافات بين المغرب وإثيوبيا، ومن الدار البيضاء إلى جنوب السودان، إضافة إلى المسافات بين غانا وغينيا وزامبيا، وكذا من مطار محمد الخامس إلى ساحل العاج، والمملكة إلى كوبا، ثم من هذه الأخيرة صوب ميامي، حيث قضي عطلته رفقة الأسرة الملكية، قبل أن ينتقل صوب فرنسا، حيث مقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، عشية اليوم.