أوضح الباحث أحمد عصيد، المعروف بمعارضته الشديدة للتيارات السلفية أن “ما قامت به بعض المواقع الإلكترونية من تحريف لتصريحي الأخير حول حراك الريف، وحول استعمال الخطاب الديني فيه، هو تحريف لمضمون كلامي بشكل غير مقبول وغير مسموح به، حيث استعمل لتصفية حسابات البعض ضد البعض، وهو أمر لا أدخل فيه شخصيا”، مشيرا في تدوينة على صفحته الرسمية على “فيسبوك” أن مساندته للحراك الشعبي بالريف منذ البداية كانت “بناء على خطاب واضح لا لبس فيه، ينطلق من واقع التهميش والحصار وهدر الكرامة، الذي راح ضحيته مواطنون مغاربة بغض النظر عن عقيدتهم أو عرقهم أو نسبهم العائلي أو ألوانهم، وهو نضال إنساني ووطني مشروع، لا يقسم الناس إلى فرق أو عشائر أو ملل أو نحل، ولا يتكلم بلسان البعض ضدّ البعض، ويتوجه بأصابع الاتهام إلى المسؤولين عن هذه الأوضاع بوصفهم حكاما مسؤولين لا مؤمنين ولا “كافرين” ولا من هذا الأصل أو ذاك”.
وتابع عصيد على نفس التدوينة: “هذا هو الموقف الذي عبرتُ عنه عشرات المرات لوسائل الإعلام الوطنية والدولية، ولهذا كان من واجبي أن أنبه من باب غيرتي على هذا الحراك وتثميني له ، إلى بعض الكبوات التي قد يسقط فيها بعض المتحدثين باسمه من الأشخاص، والذين قد يرتكبون أخطاء في التعبير قد تكون محل ارتياح الجهات التي تريد إضعاف هذا الحراك”، نافيا أن يكون قد قصد الإساءة من خلال تدوينة عن الإحتجاجات بالريف” الإساءة إلى أحد بعينه، لأن ذلك لا يدخل ضمن اهتماماتي، بل كان هدفي هو جعل خطاب الاحتجاج الريفي يبقى قويا وجامعا للكل، إذ أن الذي يوحّد الناس في الشارع كما كان عليه الأمر في حركة 20 فبراير هو المطالب الكبرى التي يستفيد منها الكل بوصفهم مواطنين. في إطار هذه الروح سنظل مساندين جميعا للحراك الشعبي بالريف حتى تحقيق مطالبه المشروعة”، وفق تعبيره.
وكان عصيد قد نشر تدوينة على فيسبوك حذر من خلالها من جهات تسعى إلى استغلال الحراك الشعبي بالحسيمة دينيا خدمة لأجندتها الإيديولوجية تماما مثلما قامت به جماعة الإخوان المسلمين بمصر.