الرئيسية / سياسة / الريف: تاريخ صراع وحسابات سياسية داخلية ومغربية إسبانية

الريف: تاريخ صراع وحسابات سياسية داخلية ومغربية إسبانية

حراك الريف
سياسة
سكينة الصادقي 27 مايو 2017 - 15:48
A+ / A-

يتصاعد الغضب وسط نشطاء وساكنة الريف خاصة بمنطقة الحسيمةن مما يفتح باب التساؤل حول مستقبل المدينة والحراك، وأطراف الصراع الذي يرى مراقبون أن الأحزاب المغربية “المغتالة” لا حضور لها فيه.

يرى عبد الصمد بلكبير، محلل سياسي، أن الأحزاب السياسية ضعيفة في عموم منطقة الريف، باستثناء اليسار الذي استطاع في وقت من الأوقات أن يخترقها، بسبب الجو الذي كان يطبع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، والذي كان أهم منفذ لخرجي الجامعة بمنطقة الريف وبالخصوص الحسيمة والناظور، إذ يكونون مشحونين بالإحساس بالعزلة والتهميش والذكرى السيئة لأحداث 58، وبروح ثورة عبد الكريم الخطابي، فكانو يجدون في اليسار ملجأ ومكبر صوت.

لكن، يضيف المتحدث، عندما منع الاتحاد وأجهز على اليسار في السبعينات، وعندما قضي على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي أيضا أصبح هناك فراغ كبير في الحسيمة، ولم يكن هناك أي نفوذ حقيقي لمختلف التيارات سواء التقليدية (الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، التقدم والاشتراكية)، أو الأحزاب الإدارية القديمة، أو الحركات الإسلامية، سواء الشرعية أو غير المرخص لها أو السلفية.

وتابع، لقد حاولت إدارة الدولة بعد صعود الملك محمد السادس أن تملأ الفراغ الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي  بحزب الأصالة والمعاصرة “أغلبية قيادات البام من الريف”، كما قامت الدولة بالالتفاتة كبيرة للمنطقة سواء من ناحية التعمير وبناء الطرق والبنيات التحتية، والزيارات الملكية السنوية.

وأوضح، إن مدير دار الحديث الحسنية من الريف، ورئيس المجلس الدستوري، ورئيس الأمن الوطني، رئيس البام، ورئيس الغرفة الثانية، كلهم من الريف، مشيرا أن إدارة الدولة انتبهت إلى وضعية التهميش والإحساس بالعزلة وحاولت أن تستجيب لها خاصة عن طريق الإدارة، ونجحت في ذلك بنسبة لابأس بها.

وأبرز المتحدث أن ذلك كان رهانا ضدا على اليمين الإسباني وخاصة الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية، التي وصفها بالمتخلفة جدا، ومن أكثر الكنائس رجعية في العالم، لأن رجال الدين بها يؤمنون بأطروحة “الانتقام من المغاربة”، وضدا على الجيش الإسباني الذي لم ينسى واقعة معركة أنوال وما تعرضوا له من هزائم، خاصة أنها معركة غيرت مسار تاريخ اسبانيا، ثم معركة واد المخازن قبل 400 سنة، التي أوقفت تاريخ إسبانيا والبرتغال، بعدما كانت إسبانيا سيدة العالم حينها ليتوقف نموها نهائيا لصالح هولاندا، وبريطانيا وفرنسا…، ثم هناك أحداث 58، حيث كانت الحركة آنذاك اجتماعية لكنها تداخلت مع نزوع قبلي، رغم أن الخطابي كان هو الأب الروحي للحركة، لكن القيادة الميدانية لم تكن في المستوى، “مثل القيادة الحالية للحراك” التي أثر عليها البعد القبلي على الوطني، لذلك سهلت على الحسن الثاني في ذلك الوقت أن يقمعها بالعنف ولم تجد متضامنا لا من حكومة عبد الله ابراهيم، ولا حزب الاستقلال ولا بقية مناطق المغرب، ليستمر بذلك الجرح العميق بين الدولة والشمال، مبرزا أن الدولة عاقبت الشمال وتركته يعيش تحت رحمة الهجرة والمخدرات والتهريب والجريمة المنظمة، والسجون الإسبانية تدل على أن الرقم واحد من المهاجرين المعتقلين مغاربة.

وقال بلكبير، أن محمد السادس طرح مخططين في هذا السياق، المصالحة مع الجغرافية وهي التي تمت مع الريف، والمصالحة مع التاريخ وتجلت في هيئة الإنصاف والمصالحة، فحلت المشاكل في طنجة وبعض مناطق الشمال، لكن ظلت معقدة في الحسيمة.

وخلص الأكاديمي إلى أن الأحزاب السياسية “مقتولة”، وإدارة الدولة تحاول حل المشكل بفتحها لبعض المشاريع، ويجب على مغاربة الريف، أن يطرحوا مشاكلهم ضمن الوطن، وليس على حساب الوطن، وأن يعتبروا أنفسهم جزء لا يتجزأ من المغرب، وأن يرفعوا الراية المغربية في المظاهرات، وألا يحملوا أي راية أخرى تدل على أنهم مخترقين، لأن من يخترقونهم يريدونهم أن يفشلوا، والمغاربة في ورزازات وأكادير وفاس والدارالبيضاء…لن يتضامنوا معهم بسبب “المندسين”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة