بعد مطالبات كثيرة بحذف الصورة التي وُصفت بـ “العنصرية”، قامت رسامة يابانية بحذف “كاريكاتير” كانت قد رسمته لطفلة سورية.
وتعود التفاصيل، إلى توقيع أكثر من 10 آلاف شخص على عريضة تطالب فيسبوك بحذف الصورة، التي نشرتها الرسامة اليابانية “توشيكو هاسومي” التي تنتمي لليمين المتشدد في شتنبر الماضي على موقع “فايسبوك”، معلّقة: “أريد أن أعيش حياة آمنة، وآكل طعاما شهيا، وأرتدي ثيابا جميلة، وأعيش حياة مرفهة… وأن يتحمل شخص آخر نفقات كل هذا. لدي فكرة، سأصبح لاجئة”.
وبحسب “البي بي سي”؛ فقد جاء في العريضة التي تحمل اسم “لا تسمحوا بوجود المجموعات العنصرية”: “يجب على فايسبوك أن يعتبر الرسمة المهينة لللاجئين السوريين عنصرية”.
ذكرت صحيفة “تايمز” اليابانية أن “فيسبوك” لم يقم بحذف الصورة؛ كونها لا تتعارض مع مبادئه الاجتماعية، بل صاحبة الصورة من أزالتها بنفسها، لكنها بالرغم من ذلك ما زالت تدافع عن أسباب قيامها بنشرها منذ البداية.
وأعربت توشيكو هاسومي في تصريحات لموقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن اعتقادها بأن الذين قدّموا العريضة هم نشطاء يساريون، مضيفة: “قمت برسم العديد من المانغا (الكاريكاتير الياباني) السياسية التي تخالفهم، هذا هو سبب استهدافهم لي”.
وزعمت توشيكو بأن الصورة والتعليقات المرفقة بها “لم تذكر عرقا أو جنسية بعينها”، بالرغم من اعترافها بأنها استلهمت الرسمة من صورة لطفلة تبلغ 6 أعوام في مخيم للاجئين السوريين في لبنان، والتي التقطها المصور “جوناثان هيامس” الذي يعمل لحساب جمعية “أنقذوا الأطفال” الخيرية.
ولم تقدّم توشيكو اعتذارا، بل قالت: “لا أريد أن تنخدع الدول الأوروبية، ولا يجب أن يعاني مواطنوها بسبب هؤلاء اللاجئين الزائفين”.
كما اعترفت بأنها كانت تحاول أن تكون استفزازية باستخدامها صورة طفلة صغيرة؛ إذ قالت: “بكل بساطة، سبب استخدامي لصورة طفلة، أنه إذا استخدمت صورة رجل كبير لما جذبت كل هذا الانتباه. أنا لا أنكر أن هناك لاجئين بائسين بالفعل، ولكنّي أرفض وجود لاجئين زائفين يتظاهرون بأنهم ضحايا، مستغلين اهتمام وسائل الإعلام باللاجئين الفقراء الحقيقيين”.
من جانبها، عبرت جمعية “أنقذوا الأطفال” في بيان لها عن سعادتها بغزالة صورة الرسامة اليابانية؛ كون “استخدامها في خارج سياقها بطريقة تهين الطفلة وأسرتها وجميع اللاجئين، أمر غير مقبول بالمرة”.
يُذكر أن اليابان ساهمت بمساعدات مادية للاجئين السوريين، بلغت 810 مليون دولار، لكن رئيس وزرائها “شينزو آبي رفض استقبال أي منهم في اليابان؛ إذ أنه وفي العام الماضي، لم تقبل اليابان سوى 11 لاجئا فقط، من بين 5 آلاف ممن طلبوا اللجوء إلى طوكيو.
