الرئيسية / سياسة / البلوكاج المئوي..المخاض الأطول

البلوكاج المئوي..المخاض الأطول

عبد الاله بنكيران
سياسة
حمزة حبحوب 24 يناير 2017 - 13:39
A+ / A-

ثم مرت مائة يوم على التعيين، وانتخب رئيس مجلس النواب، ووضع المغرب قرار مصادقته على قانون الإتحاد الإفريقي ،ونصب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، ومات فيديل كاسترو وبوب ديلان، ولم تشكل الحكومة بعد.

مائة يوم انقضت، ورئيس الحكومة لا يزال متحصنا بأسوار فيلا الليمون، منزو إلى ركنه القصي الأثير، يداعب الأحفاد ويرقب الأنداد، ليس له إلا الإنتظار، بعد سلكه سبل الإنفراج وانسداد أفقها أمامه، ضامنا حليفا وحيدا استقر أمره على واحدة.

بعد كل الذي بان، وذاك الذي اقترب، أضحى لسان حال “الإخوان” رطبا باستنباط مجمع عليه، قد يكون موغلا في الإيمان بنظرية المؤامرة، حسب البعض، لكنه حاضر بقوة في الوعي الجمعي لكثيرين، منهم الحليف ومنم غير ذلك، ومسار التوضيح كما يزعمون، “تأليب صاحب الحمامة، وإيقاع صاحب الميزان في الفخ، ثم منح الوردة رئاسة الغرفة الأولى”.

لم يضعف ابن كيران ولا هو صمد إلى يسير الحلول، بل اثر الإستمرار فيما استهله، رغم التنازلات الكثيرة التي قدمها، كما يرى ذلك مراقبون، وهو إلى اليوم يحاول فك “شيفرة” البلوكاج، بعد علمها بتكلفتها، واخر تلك المحاولات دعوته الذي أنهى معه الكلام إلى استئناف المشاورات بغية الإهتداء إلى مخرج للأزمة، عزيز اخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قال في تصريح سابق لـ”فبراير”، إنه بات خارج ملعب المفاوضات بعد نيل بطاقة حمراء، لكنه لم يقطع الشعرة، بل تركها سليمة قابلة للمدة بعد تفكير، إذا ما أراد رئيس الحكومة استئناف الكلام.

في محاولة لربط كل تلك المعطيات ببعضها والإهتداء إلى تفسير لما تحمل من معاني، أوضح المحلل السياسي، تاج الدين الحسيني، أن جذور الأزمة تمتد إلى طبيعة النظام الإنتخابي، الذي فرض عتبة منخفضة وسقفا محددا لها، بما لا يتيح لأي حزب الحصول على أغلبية مريحة.

أستاذ العلاقات الدولية أوضح لـ”فبراير”، أن نتائج الإنتخابات الأخيرة، استفزت من يسمون بجيوب المقاومة، وهو ما تجلى من خلال “مناوراتهم الميدانية، وهو لا يرتبط بالضرورة بنوايا معينة، فالمفاوضات تفرض نفسها بقوة الواقع قبل أن تفرض بقوة الإرادات الحسنة أو غيرها”

مسترسلا في توضيح الامر اكثر، قال الحسيني إن “الأمور اختلطت بشكل لم تعد معه التحالفات واضحة المعالم، وحال الأحزاب بات غير مستقر على حال، وهذا عنصر اخر أخرج التحالفات من مسارها الطبيعي الذي كان يجب أن تكون فيه، واشتراط حزب التجمع الوطني للأحرار مشاركة احزاب الوفاق، معناه زرع أغلبية جديدة وسط الأغلبية الحكومة، وهذا ما لم يقبله عبد الله ابن كيران، الذي جاء أول في الإنتخابات” وحول هذا المخاض ومدى سلامته، قال المحلل إن ما يحدث “طبيعي بالنظر إلى  المسار الديمقراطي المغربي، ولكن معطى غريب في نفس الوقت، لانه لم يعهد منذ الإستقلال”

“عادة عندما تمر مائة يوم، نقيم بوادر إنجازات الحكومة، لكننا اليوم وبعد مرور هذه المدة، لازلنا نبحث عن أغلبية نشكل بها الحكومة”

بخصوص كيفية تدبير ابن كيران للمفاوضات، يرى المتحدث أنه “رغم زعم البعض سوء تدبير رئيس الحكومة المرحلة بشكل غير منسجم وغير منضبط، إلا أن رميه من وراء ذلك كان التعرف على الأحزاب التي يمكن أن تكون حليفا دائما له، لتشكيل حكومة منسجمة وقوية، مضيفا أن ” ابن كيران ضحية  لنوع من حسن النية في التعامل مع كل المتدخلين، وما توضح عقب نواياه أن حزب التقدم والإشتراكية وحده حافظ على تحالفه، وكان له موقف ثابت، أما الأحزاب الأخرى فتناور وتحاول انتزاع أغلبية، وهذا لن يرضاه حزب العدالة والتنمية الذي تصدر الإنتخابات”.

في المقابل قال المحلل السياسي، خالد الجامعي، إن “ابن كيران راض بما يتعرض له، لغاية في نفسه، وهي تمكين صحبه من أركان مؤسسات حساسة وتوفير جو ملائم لاستمرارهم في التسيير” مضيفا أن “ابن كيران لن يتخلى عنه أبدا، لأنه خديم مطيع غير مشاكس.

من جهة أخرى، استشرف الجامعي انفراج الأزمة بالقول،” أعتقد أن ابن كيران سيتنازل ويسمح بدخول الإتحاد الدستوري، وستفرز حكومة ضعيفة غير منسجمة، تضم أغلبية داخل أخرىن وهذا سينعكس سلبا على مردوديتها” مردفا أن “كل الذين يناورون متحكم فيهم لا يملكون قرارهم، يوجهون وتملى عليهم الأوامر” معتبرا” أن لي ذراع رئيس الحكومة استهل بوضع الحبيب المالكي على رئيس مجلس النواب وسيستمر اللي عند تشكيل الحكومة”

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة