الرئيسية / سياسة / الياس العماري يحذر اصحاب "التوجه الثالث" من اللعب بالنار!

الياس العماري يحذر اصحاب "التوجه الثالث" من اللعب بالنار!

الياس العماري
سياسة
مـــــريــــة مــــكريـــم 23 أبريل 2017 - 20:32
A+ / A-

تبدو تدوينة الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ليومه الاحد 23 ابريل الجاري مختلفة، وهي تحذر من نيران سياسية خطيرة، قد تحرق الأخضر واليابس.

يقول إن ثمة أطرافا تريد الركوب على الاحتجاجات وتحميلها أكثر مما تحتمل، فبعضها يسعى إلى شيطنتها ويعتبرها نتاج تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلد، والبعض الآخر يحاول أن يوظفها لتصفية الحسابات السياسية والحزبية مع من يختلف معه وينافسه. وهناك توجه ثالث هو الأخطر على الاطلاق، يريد المقامرة بهذه الاحتجاجات لخلق فوضى عارمة تأتي على الأخضر واليابس. واليكم كيف خاطب اصحاب “التوجه الثالث”.

إن ثقافة الاحتجاج في إطار احترام القوانين واحترام المؤسسات هو أمر صحي، يعبر عن نضج المجتمعات وتجذر ثقافة احترام وظائف المؤسسات ومكونات المجتمع. ولذلك فإن التدافع السلمي بين مختلف الأطراف داخل الدولة هو أمر طبيعي وقد يكون مطلوبا. والدولة وأجهزتها المختصة مطالبة بأن تعمل على توفير الشروط الذاتية والموضوعية حتى تكون ثقافة الاحتجاج أمرا طبيعيا وحقا مضمونا ومنظما. والاحتجاج هو جزء لا يتجزأ من آليات مراقبة ومساءلة ومحاسبة القائمين على تسيير الشأن العام والشأن المحلي. بل إنه آلة فعالة لتنبيه هؤلاء كلما سولت لهم أنفسهم التلاعب بمصالح المواطنين؛ وبذلك يساهم بفعالية في التقليل من حجم الفساد ومن كلفة المحاسبة. ما نعاينه اليوم من مظاهر الاحتجاج في مختلف مناطق المغرب، وكنت قد تطرقت إلى هذه الظاهرة في تدوينة سابقة، هو أمر طبيعي يعكس حجم المطالب الاقتصادية والاجتماعية والنقابية. لكن أريد أن أنبه إلى مسألة مهمة، وأتمنى أن أكون مخطئا في تقديري، وهو أنه ثمة أطراف تريد الركوب على هذه الاحتجاجات وتحميلها أكثر مما تحتمل، فبعضها يسعى إلى شيطنتها ويعتبرها نتاج تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلد. والبعض الآخر يحاول أن يوظفها لتصفية الحسابات السياسية والحزبية مع من يختلف معه وينافسه. وهناك توجه ثالث هو الأخطر على الاطلاق، يريد المقامرة بهذه الاحتجاجات لخلق فوضى عارمة تأتي على الأخضر واليابس. وأنا أتوجه إلى أصحاب “التوجه الثالث” علهم يدركون أمرا واحدا شديد الخطورة، وهو أن من يسعى إلى التلاعب بالاحتجاجات والمقامرة بها كمن يلعب بالنار، واللعب بها لا يخضع لمنطق التمييز بين الصالح والطالح وبين الإيجابي والسلبي وبين الشخصي والعام. النار لا تمتلك قدرة التمييز، فلهيبها يأتي على الأخضر واليابس، وقد سبق في حوادث وتجارب عبر العالم أن أحرقت النار من كان وراء إشعال فتيلها قبل احراق المستهدفين بها من الخصوم والأعداء. إن النار كالحرب تكون لها بداية ولكن التحكم في نهايتها ليس أمرا هينا. فقد تشتعل الحرب بفعل الجدال والخلاف حول المبادئ والأفكار، ويمكن التحكم في بدايتها بتحكيم العقل والأخلاق، لكنها عندما تشتعل لا يمكن للعقل ولا للأخلاق أن تضبط هيجانها، فلا تميز بين الطفل والعجوز ولا بين المرأة والجندي. أكتب في نهاية هذا الأسبوع هذه التدوينة بألم، لما أقرأه وأتابعه، وأتمنى أن أكون واهما، رغم أنه ليس هناك وهم بدون سبب مثلما لا يكون هناك دخان بدون نار… وتدوينتي هاته، ليست موجهة للمحتجين ولا لقادة الاحتجاج في الجنوب والشمال والغرب والشرق، وليست موجهة لتيار سياسي ولا لحركة مدنية. هناك اليوم من يعتقد غرورا أو سذاجة، بأنه هو وحده القادر على مواجهة مطالب الشعب، فيلتجأ لاستعمال بعض المؤثرين كوسطاء وموجهين للرأي العام، ويستعين بوسائل الاتصال العصرية بتنسيق مع من اعتبرهم لحدود الساعة إعلاميين، ويعيد ارتكاب الأخطاء البئيسة للهواة في تنظيم الاحتجاجات المضادة، وهو ما من شأنه أن يتسبب في نتائج كارثية بحسن نية أو بغيرها، فلهؤلاء أريد ان أوجه رجاءا مفاده: أرجعوا سيوفكم الصدئة إلى أغمدتها…واتركوا المؤسسات تطبق القانون. أقول للذين يشتغلون من أجل التدخل لتوجيه واستغلال الاحتجاجات من الجنوب الى الشمال ومن الغرب إلى الشرق أن بيوتكم من الزجاج الهش، تكفيه صرخات المحتجين لتفتيته وكشف عوراتكم… فإذا استجبتم لرجائي، ستساهمون في التأسيس لمغرب توصيات الانصاف والمصالحة، واذا أبيتم واستكبرتم ستدفعون في اتجاه النكوص إلى ما قبل توصيات هذه الهيئة. إن الاحتجاج يستدعي الإنصات إلى الحناجر التي تصدح، والاستجابة لتحقيق المطالب الممكنة والمعقولة، وليس بخلق حركات احتجاجية مضادة تضر ولا تنفع، وتسيء لمنظميها وللوطن. أنا متوجس من الإشارات الغبية التي ألتقطها هنا وهناك والتي من شأنها إشعال النار. فحذاري من مواجهة الاحتجاج بالاحتجاج، ومن أكذوبة ادعاء طرف واحد احتكاره الدفاع عن مصالح الوطن وعن استقراره. ونصيحتي: لا تدفعوا أناسا كثر، إلى زعزعة شجرة التوت، فتظهر بين أوراقها أوراق صفراء، هي ساقطة لامحالة فاتركوها تسقط على الأقل في فصل الخريف. وأخيرا، إذا كنت قد استعملت عقلي وقلبي في التدوينات السابقة، فإن تدوينة اليوم احتكمت فيها إلى قلبي فقط.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة