الرئيسية / سياسة / رئيس الدولة الذي كاد يدعو مواطنيه للإفطار في رمضان!

رئيس الدولة الذي كاد يدعو مواطنيه للإفطار في رمضان!

رئيس الدولة الذي كاد يدعو مواطنيه للإفطار في رمضان!
سياسة
فبراير.كوم 30 مايو 2017 - 10:34
A+ / A-

إنه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والذي خاطب التونسيين مباشرة يدعوهم إلى قراءة جديدة للمقاصد من رمضان والصيام في هذا الشهر الكريم.

 حدث ذلك في  في الثالث عشر من شهر فبراير 1960 .. ثلاثة أسابيع قبل حلول رمضان تلك السنة، حيث قال بورقيبة إن هناك عراقيل كثيرا ما يعتبر التونسيون أن مرجعها إلى الدين والدين براء منها، قبل أن يضيف :«ونحن اليوم على أبواب رمضان لا يفصلنا عنه إلا ثلاثة أسابيع. ومسألة صوم رمضان درستها طويلا ومن واجبي أن أبسطها هنا بكل صراحة بحضور مفتي الديار التونسية الذي اجتمعت به قبل اليوم وتحادثت معه مرات متكررة بشأن هذا الموضوع».

ولكي يدعم الحبيب بورقيبة موقفه في ضرورة النظر إلى صيام رمضان بطريقة مغايرة، لدرجة أحس الناس الذين كانوا يستمعون لخطابه أنه يدعوهم بشكل مستتر إلى عدم صيام رمضان، عاد ليتعتمد على السيرة النبوية ليدفع باجتهاده حيث قال:«إننا في غمرة مشاكلنا ومعاركنا السياسية لم نجد وقتا كافيا لدرس السيرة النبوية بإمعان. ولقد اطلعنا عليها وعلمنا منها الكثير ولكن جوانب منها لم نهتد إليها. وقد أرشدني فضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط في مجلس جمعنا مع فضيلة الشيخ الطاهر بن عاشور إلى حادثة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم دلتنا على رأيه واتجاهه وعلى تصرفه لو بقي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم. يقول فضيلة مفتي الديار التونسيّة إن رمضان أدرك المهاجرين والأنصار وهم يسلكون طريقهم بقيادة النبي الكريم إلى فتح مكة فصام بعضهم وأفطر آخرون، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يشجعهم فأفطر ومع ذلك تمسك البعض منهم بالصوم فأمرهم بالإفطار وقال لهم :”أفطروا لتقووا على ملاقاة عدوكم ».

وأضاف الحبيب بورقيبة في الخطاب التاريخي:«إن هذا حديث شريف وسنة نبوية كريمة كانت مجهولة منا والحال أنها جديرة بأن تلقى كل يوم جمعة في الجوامع والمساجد، وأن تظفر بما هي حرية به من درس وتحليل لقد كان صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى جنود الإسلام ليقهر بهم أعداء الدين، وماذا يفيد الدين يا ترى إذا تمسكوا بالصوم ثم اندحروا أمام قريش».

وسيقول بعدها الحبيب بورقيبة أن الأمر لا يدعو إلى اجتهاد كبير، بل يكفي أن نراجع كتب السيرة التي لا تترك مجالا للتردد في الإمساك عن الصوم حالما يشعر المرء بخطر يهدد بدنه أو شغله أو إنتاجه، أو ينال منه في القيام بواجبه في هذه الدنيا وفي سعيه ليحظى بعيش الكرامة وفي مساهمته لتخليص بلاده من التخلف والانحطاط:«وعليه، فابتداء من هذا العام تقرر منع جميع هذه التصرفات المخلة بالكرامة والمفسدة للأخلاق، فلا تتغير أوقات العمل في المصالح الإدارية، ولا يتجاوز السهر منتصف الليل، ولا تقام الحفلات الراقصة في المقاهي وغير ذلك من الأمور المزرية، ولنا الكفاية في أعيادنا الدينية والوطنية لنتّعظ ونعتبر، ولا داعي لتواصل عيدنا شهرا كاملا وأن يمتدّ إلى شهر قبله وشهر آخر بعده، فكفانا استهتارا بالقيم والأخلاق والدين في آن واحد. إنّنا في حاجة إلى القوّة وهذه الدولة بما عرف عنها من حزم ونكران ذات واخلاص وحبّ للخير جديرة بأن تلقى من الشعب الامتثال والطاعة والعمل المثمر رغم العادات الماضية».

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة