بعد الواقعة التي هزت أركان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر في أكادير قبل يومين والتي أودت بحياة طالب، جراء اشتباكات بين فصيلين طلابيين، علق الدكتور عبد الرحيم عنبي وهو منسق شعبة علم الاجتماع بالجامعة بحسرة قائلا” من الصعب أن تنتمي إلى جامعة طلابها يمارسون العنف، عنف يفضي للموت أو القتل”.
وأكد عنبي في تدوينة له على حسابه في الفايسبوك بأن الإنسان “يجد نفسه محاصرا بالعديد من الأسئلة، هل الجامعة هي المسؤولة أم المجتمع والتنشئة الاجتماعية، لكن وبصريحة العبارة، ينبغي أن نقول بأن فساد وانهيار النظام التعليمي بالمجتمع المغربي، ومحاصرة العقل ومحاصرة العلوم الاجتماعية واستمرارية، النظم التقليدية بالجامعة هي المسؤول الأول”.
وانتقد عنبي بعد الواقعة نظام التعليم في الجامعات المغربية كونها لا تستند إلى أي نظام ” محاضرات لازالت تعتمد على الإملاء والحفظ دون شرح دون مخاطبة العقل، بحيث نجد أنفسنا أمام نظام موروث يمنع الاجتهاد والإبداع مع تقديم شروح بليد وغير منطقية، كلها عوامل جعلت العقل قادر عن إدراك التنشئة الاجتماعية الجامعية”.
ولخص نفس المصدر الوضع في قضية أساسية، وهي ” أن فساد التعليم وانهيار المنظومة التعليمية ببلادنا، جعلت الجامعة تنتج البلادة العقلية والتي أضحت السمة العامة للمجتمع، فالدولة لم تطور استراتيجيات من شأنها أن تنهض بالتعليم، بالمقابل نهجت استراتيجيات كانت تسير في اتجاه تحقيق الشغل أو المكسب، هذه الإستراتيجية حولت التعليم إلى سوق يتاجر فيه أصحاب “الشكارة”، الذين جعلوا من التعليم سوقا مربحة، زاحمت التعليم العمومي وساهمت في انهيار الجامعة، والتي لم يجد خريجوها الذي ضاق بهم الوطن سوى الهجرة، أو التطرف الديني الذي سببه تأزم الفكر.حسب قوله دائما
وتحدث عنبي أيضا عن الوضع الداخلي والتربوي وسط الجامعات المغربية، وانتقد طرق التدريس الجامعي والاكتظاظ وظاهرة “البوليكوب”، واعتبرها بأنها عوامل “ساهمت في جعل الطالب يقضي معظم وقته خارج قاعات الدرس، يبحث عن مجموعات تغذي فكره ولأننا في زمن الرتابة، إعلام منحط، تفكك اجتماعي قوي، لم يجد طلابنا سوى الهويات المحلية والاثنيات للاحتماء بها”.
وحمل عنبي المسؤولية إلى الدولة كونها ساهمت بشكل كبير انهيار المنظومة التعليمية وانحطاط الإعلام وحصر طلاب الجنوب المغربي في جامعة واحدة من الصويرة إلى الكويرة في وقت ينعم فيه الشمال المغربي بعدة جامعات، “إن التقسيم غير العادل للجامعات المغربية، يعدد سببا آخرا في ما يحدث اليوم بجامعة ابن زهر
