الرئيسية / ثقافة و فن / ذكرى وفاة أب "السوسيولوجيا" محمد جسوس الذي أغضب الحسن الثاني

ذكرى وفاة أب "السوسيولوجيا" محمد جسوس الذي أغضب الحسن الثاني

ثقافة و فن
محمد لعـــــرج 09 فبراير 2019 - 12:11
A+ / A-
يصادف اليوم السابع من شهر “فبراير” الجاري من كل سنة، ذكرى وفاة عالم السوسيولوجيا المغربي الشهير محمد جسوس، والذي ترجل عن صهوة الحياة سنة 2014، بمدينة الرباط عن عمر يناهز 76 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
 
ويعتبر الجسوس من أبرز الأسماء المغربية لعلم السوسيولوجيا وتخرجت على يده أجيال من الباحثين والمثقفين المغاربة، ومن أبرز أعمال الجسوس:”رهانات الفكر السوسيولوجي بالمغرب” و”طروحات حول المسألة الاجتماعية” و “طروحات حول الثقافة والتربية والتعليم” و “طبيعة ومآل المجتمع المغربي المعاصر”.
 
صاحب مقولة “إنهم يريدون خلق جيل من الضباع”، اتسمت شخصيته خلال حياته بالانتصار لكل ما هو شفهي عما هو مكتوب لكنه سبق وصرح بندمه على هذا الأمر وأشار إلى أن الحاجة للمكتوب باتت أكثر إلحاحا لاسيما مع ارتباك وتوتر المجتمعات بشكل مستمر. كما عرف بنشاطه السياسي ونضاله من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان، وهو من قادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنذاك (معارضة).
 
«إنهم يريدون خلق أجيال جديدة من الضباع»؛ هي صرخة مدوية أطلقها السوسيولوجي، الأستاذ الراحل محمد جسوس، خلال المؤتمر الوطني الرابع للطلبة الاتحاديين المنعقد بفاس، في وجه مهندسي السياسة العامة إزاء الشباب، مما أقلق القرار السياسي المركزي المتمثل، آنذاك، في الملك الراحل الحسن الثاني الذي أمر وزير التربية الوطنية، الطيب الشكليلي، على الرد على ما جاء به العرض.
 
وقال يونس الوكيلي أستاذ علم الإجتماع في دراسة للكتابات التي أنتاجها جسوس (1938-2014) إنه حدد وظيفتين للسوسيولوجيا في المغرب: من جهة أولى أن تسهم في تفسير وتحليل بعض آليات ومكونات الواقع. ومن جهة أخرى، أن تستجيب لطموحات المغاربة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي مجال العقلنة وتغيير النسق المجتمعي. مشيرا إلى “إن هاتين الوظيفتين لا تنفصلان بأي حال من الأحوال، لأنهما كامنتان منذ النشأة في التراث السوسيولوجي العالمي. ويمكن التعبير عنهما بكلمتين، هما: الفهم والتغيير.”
 
وأضاف الوكيلي في مقالة علمية يتوفر “فبراير” على نسخة منها أن جسوس  له “الحق أن مفهوم النقد بما يعنيه من فهم للموضوع وتفكيك لمكوناته وشروط وجوده ومنطق تحولاته في أفق إحداث تغيير في بنيته وسيرورته، يلخص وجهة نظر جسوس في مهمة السوسيولوجيا داخل المجتمع. إن النقد بهذا المعنى المضاعف لن يخفى على القارئ، وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى في أعمال محمد جسوس، ولا يفتأ يتصاعد حرارةً وجرأةً كلما امتدت الصفحات. لا يهادن أي موضوع مهما بلغت حساسيته أو هدد مصالحه، سواء تعلق بالسلطة أو المجتمع أو التربية أو الأصولية، بل وحتى فعل الكتابة في حد ذاته الذي يجسد صورة المثقف في المجتمع”.
وللإشارة فقد جاء في وثيقية تكريمية لشخصية جسوس على موقع وزارة الثقافة المغربية” ان محمد جسوس، يعتبر بمثابة علامة فارقة في تاريخ السوسيولوجيا المغربية، بالنظر إلى الدور المتميز الذي لعبه منذ نهاية ستينات القرن الماضي في تكوين أجيال عديدة من السوسيولوجيين، وبصفة خاصة في انفتاح الجامعة المغربية الناشئة على مقاربات نظرية وممارسات ميدانية جديدة سمحت بتأسيس خطاب سوسيولوجي متميز بعقلانيته ونزعته النقدية من جهة، وبحرصه على التقيد بالاشتغال في حدود العلم ووفق ضوابط ومقتضيات كانت بدورها في طور التأسيس، ساهم محمد جسوس بحظ وافر في تقعيدها وترسيخها”.
 
وولد محمد جسوس سنة 1938 في مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأميركية سنة 1968، ثم التحق سنة 1969 بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط وعمل بها أستاذا لعلم الاجتماع حتى تقاعده سنة 2004.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة