لقّبه المغاربة بمهندس “الزلزال السياسي”، كيف لا وتقارير مؤسسة المجلس الأعلى للحسابات التي يرأسها تفضح اختلالات قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية ووزراء رفضوا الكشف عن ثرواتهم أمام هيئة مراقبة المال العام.
طموح الشاب الذي ولد بمدينة الجديدة في 24 ماي 1945، دفعه لتقلد مناصب سياسية ثقيلة، حيث عينه الملك محمد السادس الوزير الأول لحكومة ما بعد التناوب خلفا لعبد الرحمن اليوسفي في 2002، وظل ادريس جطو الرجل الثاني في المغرب بعد الملك إلى حدود 2007 ليخلفه عباس الفاسي إلى أن غيرت رياح الربيع العربي ملامح المشهد السياسي وأنجبت دستور 2011 فتحولت معه صفة وزير أول إلى رئيس الحكومة.
التحق جطو بمدينة الرباط حيث أكمل دراسته الجامعية وحصل على شهادة في العلوم الفيزيائية والكيميائية، وانتقل إلى جامعة كوردوينرزفي لندن حصل فيها على دبلوم في التسيير، وولج بعدها إلى عالم الشركات، وتقلد أول منصب حكومي في صفة وزير للتجارة والصناعة عام 1993، ثم أصبح وزيراً للتجارة الخارجية سنة 1994، ووزيرا للمالية سنة 1997.
لم يسبق أن ارتبط اسم ادريس جطو بحزب معين، بل ظل تكنوقراطي حفر اسمه المهني الحافل ضمن لائحة أكبر الأسماء الوطنية، فقد أشرف جطو على أول انتخابات في العهد الجديد وُصفت بأكثر نزاهة وشفافية وهو ما زاد في أسهم الرجل داخليا وخارجيا.
تاريخه الحافل بالإنجازات ونظافة يديه كما يشهد بذلك المقربون له، دفع الملك محمد السادس لتعيينه في منصب أكثر حساسية بجعله رئيسا للمجلس الأعلى للحاسابات في 9 غشت 2012 خلفا لأحمد الميداوي.
ورغم أنه لم يسلم من الانتقادات خاصة بعد شريط “سير عندو وقوليه صيفطني عندك جطو” ليتهمه البعض بالمحسوبية، إلا أن ثقة القصر لم تتزعزع تجاه الرجل الذي تم تعيينه الخميس 12 دجنبر 2019 عضوا بلجنة النموذج التنموي الجديد التي جعل الملك على عاتقها النهوض بأوضاع المغاربة، لينتقل جطو من مهندس الزلزال السياسي إلى أحد أبرز مهندسي النموذج التنموي الجديد.
