طالب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الإثنين من المغرب “وقف مشروع” بناء قواعد عسكرية على حدود بلاده، معتبرا ذلك تصعيدا من الرباط.
وقال الرئيس الجزائرى في حواره مع جريدة “لوبينيون” الفرنسية، إن “الجزائر ليس لديها أي مشكل مع المغرب، مضيفا: “الجزائريون والمغاربة شعبان أشقاء وكتب لهم العيش جنبا إلى جنب.”
وكانت الجزائر اشتكت من شروع المغرب في بناء ما اعتبرته “قاعدة” عسكرية مجاورة للحدود في منطقة جرادة (حوالي 38 كلم من الحدود الشرقية)، قبل أن تؤكد مصادر عسكرية مغربية أن “الأمر يتعلّق بثكنة لا تصلُ إلى درجة قاعدة عسكرية”.
وفي هذا السياق، قال محمد شقير، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، في تصريح هاتفي لـ”فبراير”، :” لابد من الاشارة الى أن تصريحات الرئيس الجزائري تبون تدخل ضمن التصريحات التي سبق الإدلاء بها منذ انتخابه، مشيرا إلى أن “ما يميز هذه التصريحات هي أنها قد أدليت إلى قنوات فرنسية سواء كانت تلفزية كقناة “فرنسا 24″، أو مكتوبة كصحيفة “لوبنيون”.
وأضاف شقير مؤكداً على أنه “ينبغي أن نحصر هذه التصريحات ” في هذا الاطار، الموجهة قبل كل شيء للرأي العام، والنخب السياسية الفرنسية، حيث يعكس ذلك الاهتمام الفرنسي، بالعلاقات بين البلدين الجارين، والتطورات التي تعرفها ومنطق التنافس الإقليمي الذي يتحكم فيها”.
وأبرز شقير الباحث في العلوم السياسية، إلى أن “الرئيس الجزائري، يكرس من خلال تصريحاته الموقف التقليدي، الذي دأب النظام الجزائري على انتهاجه إزاء المغرب، إذ يعتبر المدعم الأساسي للجبهة الانفصالية، ويحتضن قيادتها وقواتها المسلحة، ويشن حربا دبلوماسية على المغرب، في مختلف المحافل الدولية والاقليمية، كما يرفض أي مبادرة لفتح الحدود البرية بين البلدين والتي كان آخرها الدعوة الملكية بهذا الشأن التي أحرجت النظام الجزائري”.
وخلص شقير في حديثه مع “فبراير”، إلى أن ” عزم المغرب على بناء ثكنة عسكرية، قد حركت مخاوف القيادة الجزائرية، وجعلت الرئيس الجزائري يطلق تصريحاته لإظهار النزعة العدائية للمغرب، رغم أن السلطات المغربية قد حاول التخفيف من هذه المخاوف، من خلال التذكير بأن هذه الثكنة التي ستقام على الحدود الجزائرية، هي فقط لإيواء العسكريين. مؤكدا على أن “تصريح الرئيس تبون بهذا الشأن هو رسالة سياسية الى ان الاجراء ستكون له تبعات من الطرف الآخر من خلال إمكانية الرد بالمثل بناء ثكنات عسكرية على الحدود المغربية.”
ويشار أن الجيش المغربي، كان قد أوضح في بلاغ سابق، “أن الثكنة سيتم تشييدها على بعد 38 كيلومترا عن الحدود مع الجزائر، وستخصص لإيواء الجنود، وليس لها هدف عملي”.
وأوضحت القوات المسلحة الملكية “أن إحداث الثكنة الجديدة بإقليم جرادة يأتي في إطار مشروع نقل الثكنات العسكرية إلى خارج المدن”.
