اعترافا بإنسانيته، وعطائه اللامشروط، وبأسلوب أنيق وألوان متميزة، اختار مبدعون شباب من أبناء مدينة المحمدية، إحياء ذكرى الطبيب المصري الملقب بـ”طبيب الغلابة” الذي قدم حياته لعلاج الفقراء منذ 50 سنة مجانا في عيادته في طنطا، وظل يمدهم بالمال لشراء الدواء ولا يأخذ سوى 10 جنيهات كمبلغ رمزي.
أبناء المحمدية كرموا روح الطبيب محمد مشالي الذي عاش فقيرا ومات فقيرا، بجداريات متميزة بالمدينة، حيث رسم فنانون اللوحة الجدارية في حي “الرشيدية 3” بمدينة المحمدية في إطار حملة لإعادة رونق المكان، وإيصال عدد من رسائل التوعية عن طريق الرسم، أبرزها التضامن والعطاء للآخر وإحياء روح الإنسانية النبيلة تجاه الآخر.
وكتب بجانب الجدارية عبارة “طبيب الفقراء “، وتداول رواد منصات التواصل الإجتماعي الصور على نطاق الواسع، مبدين إعجابهم بالمبادرة، لا سيما أن الطبيب الراحل قبل يوم، تحول إلى رمز للعطاء والإنسانية والتفاني في العمل.
وكان الفقراء المرضى يصطفون بالعشرات يوميا امام عيادته المتواضعة، وكان “طبيب الغلابة” يعمل 10 ساعات يوميا من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 7 مساءا ليعالج أكبر عدد من المرضى.
الطبيب الراحل محمد مشالي، لم يكن يملك سيارة ولا هاتف محمول، كان يتوجه من منزله إلى العيادة سيرا على الاقدام رغم ان عمره بلغ 80.
وسبق لأحد أثرياء الخليج أن سمع عن قصته فتبرع له بــ20 ألف دولار وأهداه سيارة رأفة بحاله، لكن بعد سنة اكتشف المتبرع عند عودته إلى مصر أن الطبيب وزع المال على مرضاه الفقراء وباع السيارة ليشترى أجهزة تحاليل لإجراء تحاليل لمرضاه مجانا.
