في مبادرة إنسانية، استطاع الأساتذة المتعاقدين، بفضل تبرعاتهم المالية، إعادة الروح في قدم زميلهم رشيد الحسناوي، التي فقدها قبل 24 سنة، عندما كان تلميذا في مرحلة الابتدائي.
انطلقت هذه المبادرة، نونبر الماضي، من جهة بني ملال خنيفرة، قبل أن تصل أصداؤها إلى باقي فروع تنسيقية الأساتذة، الذين انخرطوا في هذا العرس التضامني، وأعادوا الفرحة لزميلهم بموقفهم الإنساني هذا.
رشيد الحسناوي، الأستاذ الذي لا يتخلف عن نضالات التنسيقية في أرض الميدان، يقول إن “المبادرة تترجم الروح الإنسانية الراقية، التي تتميز بها الشغيلة التعليمية”، مضيفا أنها “بمثابة رد إعتبار لعدم تخلفي عن المحطات النضالية”.
“بدأت الرحلة، بجمع التبرعات، ثم انطلقت في مسيرة العلاج الطبي لمدة ثلاثة أشهر، وبعد شهر ونصف من الترويض حصلت على القدم الاصطناعية بمراكش”، يقول الحسناوي، البالغ من العمر 30 سنة، ثم يضيف “إنه عمل جبار ساهم في خلق البسمة على محياي”.
وأردف الأستاذ، في تصريح لـ”فبراير”، أنه “متصالح مع ذاته ولا إشكال لديه بخصوص الوضعية الجسدية، بل أعتبرها معطى تقني في التعامل مع الحياة، مشيرا إلى أن “الطبيب لم يتعامل بمنطق الربح معي، إنما تعامل بمنطق إنساني”.
وزاد قائلاً “القدم الاصطناعية غيرت الكثير في، خصوصا على مستوى التنقل والعمل اليومي، بعدما عانيت معاناة جزئية مع العكاكيز”، مبرزا أن “هذه المبادرة ستمكنني من عيش حياتي بسهولة وممارسة حياتي اليومية بشكل طبيعي”.
ووجه رشيد الحسناوي، وهو أستاذ السلك الابتدائي بأزيلال، الشكر لجميع الأساتذة المتعاقدين، الذين ساهموا في هذه الالتفاتة النبيلة، وكانت قد أطلقتها تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد.
وتفاعلاً مع المبادرة، كتب أحد الأساتذة: “هنيئا لك رفيقنا الغالي، إنها التفاتة انسانية نبيلة من تنظيم عتيد يتجاوز كل الصراعات الايديولوجية والانتماءات النقابية والسياسية، ليضع قضايا انسانية في مراتب متقدمة”.
وأضاف: “التنسيقية الوطنية أسرة ممتدة متضامنة متلاحمة فيما بينها، يكفينا فخرا هذه الفرحة التي أدخلناها في قلب مناضل صلب تحدى كل المحن والصعاب، وجسد كل المحطات النضالية بروح نضالية وصمود منقطع النظير”.
أما أستاذ آخر فقد علق على الصورة قائلاً: وجه مشرق بالحكمة، ابتسامة دائمة تبعث عن الأمل، كوة ضوء وسط عتمة قاتمة، هكذا يقف اليوم الاستاذ رشيد، شامخا كالطود الأشم، بابتسامة عريضة تملى القلوب فرحا.
