يستضيف المغرب مناورات “الأسد الأفريقي 21 “، التي تنظمها القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، بداية من الأسبوع المقبل، والتي تعرف غياب اسبانيا عن المشاركة، بعد أن دأبت على الحضور لسنوات.
هذا الصدد، قال المحلل السياسي محمد شقير إن “الأوساط العسكرية تبدو تعتبر من أشد الأوساط السياسية الاسبانية استعداء للمغرب واستكمال وحدته الترابية، مضيفا أنه “بالاضافة إلى التاريخ الدموي والعربي بين البلدينوفي والذي انتهى بإنهاء الوجود العسكري والسياسي المغربي بالأندلس وحرب تطوان فإن ورثة نظام الجنرال فرانكو العسكري لم يهضموا سياسيا وعسكريا خروج القوات العسكرية الاسبانية بالإقاليم الجنوبية للمغرب رغم اتفاق 1974 وهم في هذا يشبهون النظام العسكري بالجزائر الذي ما زال لم يقبل هذا الوضع “.
وأضاف قائلا، في تصريح خص به “فبراير” “كما أنه مما زاد من حقن هذه الأوساط هو التحالف العسكري الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة والذي تجسد من خلال الشراكة العسكرية بينهما الممتدة لأكثر من 10سنوات” .
وتابع “قد ظهر هذا التخوف خاصة بعد الاعتراف الأمريكي الرسمي بمغربية الصحراء، مضيفا بالقول “وقد انعكس تخوف هذه الأوساط من خلال المناورات البحرية الأمريكية المغربية التي جرت الصيف الماضي دون استشارة وعلم الأوساط الاسبانية والتي تزامنت مع ترسيم الحدود البحرية المغربية مع جزر الكناري التابعة لإسبانيا”.
وخلص شقير إلى أن “مناورات الأسد الإفريقي التي ستجرى بالمغرب بعد تأجيلها العام الماضي بسبب تداعيات كورونا جعلت الأوساط العسكرية الاسبانية تسارع إلى الإعلان عن عدم مشاركتها في هذه المناورات بسبب تسريبات حول إمكانية إجراء هذه المناورات الجوية والبحرية والبحرية في مناطق بالصحراء المغربية مما قد يشكل تكريسا لسيادة المغرب على صحراء ه”، مسندركا بالقول “لكن يبدو أنه بالإضافة إلى هذا السبب الظرفي الذي بدا بأنه غير صحيح فإن التحالف العسكري الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة والذي تنعكس بعض مظاهره في مناورات الأسد الإفريقي هي ما يدفع الأوساط العسكرية الاسبانية على غرار النظام العسكري الجزائري إلى عدم المشاركة في هذه المناورات العسكرية التي تقوي الوضع العسكري الاستراتيجي في المنطقة الإفريقية مما يضعف دور اسبانيا في الاستراتيجية الأمريكية خاصة في مواجهة الحركات المسلحة والمتطرفة في هذه المنطقة”.
