الرئيسية / نبض المجتمع / "بيغاسوس".. قصة وسائل الإعلام الفرنسية المهزومة بسبب نقص الأدلة

"بيغاسوس".. قصة وسائل الإعلام الفرنسية المهزومة بسبب نقص الأدلة

نبض المجتمع
فبراير.كوم 24 يوليو 2021 - 16:40
A+ / A-

في مقال بعنوان “مشروع بيغاسوس: في مواجهة نفي مجموعة NSO والمغرب”، تحتفظ “لوموند” بمعلوماتها، لتنخرط الصحيفة اليومية الفرنسية في تمرين معقد لتقديم أدلة على الاتهامات الخطيرة بالتجسس المكثف بأنه ضد المغرب.

في هذا المقال، الذي نُشر يوم الخميس 22 يوليوز، علمنا أن “Citizen Lab التابع لجامعة تورنتو ، أحد مراكز أبحاث برامج التجسس الرائدة في العالم، قد حدد في 2018  المغرب كعميل محتمل جدًا لـ NSO”، “الاحتمال الكبير” لا يستحق التأكيد، وفوق كل شيء لا يعطي شيكًا فارغًا ينسب إلى المغرب التجسس على 10000 هاتف ذكي.

في المختبر الكندي الذي صاغ فرضية، تمسكت لوموند بمختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، قائلة إن “هناك دليل مادي على اتهامه علني”. ما هذا الدليل المادي؟ تقوم الصحيفة اليومية الفرنسية بعمل القطع الناقص في الاستشهاد بها، وتشير إلى رابط لمنظمة العفو الدولية.

نظرًا لخطورة التعليقات التي تم الإدلاء بها ، قد يفاجأ الجميع باختيار هيئة التحرير في صحيفة لوموند عدم تقديم تفاصيل لقراءها عن الطبيعة الدقيقة لـ”الدليل المادي” الموجود تحت تصرفها، بل يحيلهم إلى مستند شاق بواسطة منظمة العفو الدولية، مكتوبة باللغة الإنجليزية، وهي لغة لا يتقنها جميع قراء لوموند.

إن التناقض في هذا النهج غير مفهوم من جانب أحد طاقم التحرير الذي لديه أكبر عدد من الصحفيين في أوروبا والذي اتخذ خيارًا مذهلاً لتوجيه القراء الناطقين بالفرنسية إلى مستند مكتوب باللغة الإنجليزية من المفترض أن يقدمه، كدليل ملموس لرواياته ضد المملكة.

في الواقع ، إذا تجاهلت لوموند تفاصيل “الدليل المادي” الذي تستشهد به، فهذا يعني ببساطة أنه من غير الممكن العثور عليها في وثيقة “IA” لا تقدم هذه الوثيقة في أي وقت دليلًا على استخدام المغرب لبيغاسوس، ولم تذكر هذه الوثيقة الصادرة عن المنظمة غير الحكومية الدولية في أي وقت من الأوقات 10000 رقم من الهواتف الذكية التي نشرتها جريدة Le Monde وراديو فرنسا، وهما المنشوران الفرنسيان اللذان يشكلان جزءًا من اتحاد 17 من أصحاب المصلحة الإعلاميين في هذه القضية، ومع ذلك تنسبه بشكل قاطع إلى أجهزة المخابرات المغربية.

لذلك، من الواضح أن لوموند تكافح للإجابة على هذا السؤال المشروع: ما الدليل الذي تمتلكه لجعل المملكة المغربية تؤيد تجسس 10000 هاتف ذكي؟

من الواضح أن لا لومند ولا وسائل الإعلام الـ 16 الأخرى في اتحاد “Forbbiden Stories” لديها دليل على ما تقوله، والدليل الوحيد الذي لديهم هو أنهم يبلغون من العمر 17 عامًا ، لكن هذا الرقم، إذا كان يجلب الحظ السيئ في الثقافة الإيطالية الخرافية، فهو أيضًا بالكاد جيد لتنظيم مطاردة بكلاب الصيد ، ولا حتى قادرًا على إثبات الحقيقة.

الرواية المثيرة لـ 10000 رقم هاتف، والتي كان من الممكن أن تتجسس عليها الأجهزة المغربية، تترك خبراء المخابرات مشكوكين فيها للغاية. قال الرئيس السابق للمخابرات الفرنسية، برنار سكوارسيني، لمحطة إذاعة أوروبا 1 إنه “من السهل للغاية” تأييد استهداف السياسيين الفرنسيين في المغرب، مضيفا، علاوة على ذلك  “لا تصدق كثيرا”.

إن من بين التناقضات التي يصعب تفسيرها في هذه الاكتشافات المزعومة، الغياب الواضح لأي سياسي إسباني في هذه القائمة التي تضم 10000 صحفي وشخصية، بالنظر إلى أن “الصحراء المغربية” هي مركز المصالح الإستراتيجية للمغرب، كيف يمكننا أن نفسر، إذن، أنه لا يوجد سياسي إسباني واحد في هذه القائمة التي تضم 10000 شخص، كيف يمكن أن يكون، على الرغم من أن إسبانيا كانت مستعمرًا سابقًا للمغرب، وكان للانفصاليين الكثير من المؤيدين هناك؟

تناقض آخر يصعب تفسيره، ما هو الغرض من إدراج وجود رئيس الدولة الملك محمد السادس والوفد المرافق له في القائمة التي يُزعم أن الخدمات المغربية تستهدفها؟ ما هي الرسالة التي نحاول نشرها من خلال التأكيد على أن ملك المغرب يتم استغلاله من قبل خدماته الخاصة؟ لذلك لم يعد هناك شك في أن الجهة (أو الأحزاب) التي كانت أو لا تزال وراء هذه المناورات تستهدف في الحقيقة استقرار البلاد وتسعى في الواقع لإضعاف المؤسسات المسؤولة عن الأمن القومي.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة