طفت جبهة أخرى على بحر أزمة العلاقات المغربية الإسبانية المتوترة منذ أكثر من سنة، والتي انفجرت شهر ماي الماضي عندما استقبلت إسبانيا زعيم البوليساريو للعلاج في مستشفياتها بهوية مزورة أبريل الفائت.
وقال وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس إن اتهامات وزارة الصحة المغربية للسلطات الإسبانية بالتقاعس في مطاراتها “غير المقبولة” مشيرا إلى أنها “لا تتوافق مع الواقع”، على حد تعبيره.
وذكر ألباريس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللوكسمبورغي أمس الثلاثاء، أن “إسبانيا تلتزم بجميع المتطلبات الدولية، وهذا ما سيتم نقله إلى المغرب” .
وعن بيان وزارة الصحة التي قالت إنها رصدت عدة حالات إيجابية لفيروس كورونا، بين ركاب عابرين أو قادمين من إسبانيا، اعتبر الوزير الإسباني َ أن المغرب “لم يبلغ عن أي حادث قبل نشر البيان” .
واستطرد رئيس الدبلوماسية الإسبانية مصرا على أن الحكومتين تحافظان على “حوار مرن” وأعرب عن ثقته في أن أولئك الذين يعملون “بحسن نية” سوف يصلون إلى عودة العلاقات بين البلدين.
وفي السياق ذاته كشفت صحيفة “الكونفيدونسيال” الإسبانية، أن وزير الخارجية خوسيه الباريس، أمر باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة المغربية بمدريد، فريد أولحاج، مشيرة إلى أن ذلك جاء “إثر البلاغ الذي أصدرته وزارة الصحة المغربية، واتهمت به السلطات الإسبانية بعدم مراقبة المسافرين عبر أراضيها بشكل حازم وجدي، في ظل الظروف الوبائية التي يعيشها العالم”.
وأكدت الصحيفة أن “بيان وزارة الصحة المغربية أثار غضبا بين المسؤولين الإسبان، وأن الباريس احتج عليه، حسب ما تم نقلته عن مصادر دبلوماسية”.
ونفى بالمقابل مسؤول مغربي لوكالة الأناضول التركي خبر استدعاء القائم بالأعمال المغربي في مدريد، مؤكدا أن ما تناقلته وسائل إعلام إسبانية “غير صحيح”.
وكانت وزارة الصحة المغربية قد أصدرت أمس الثلاثاء، بيانا رسميا، أوضحت فيه سبب اختيار المملكة للبرتغال بدل إسبانيا لترحيل المغاربة العالقين في أوروبا.
وصرحت الوزارة أن “إسبانيا لا تعمل على المراقبة بالشكل المطلوب، والصارم للحالة الصحية للمسافرين عبر المطارات، إضافة إلى عدم وجود المراقبة المتعينة لجوازات التلقيح بالنسبة للمسافرين”.
وأضافت أنه “تم رصد عدة حالات، وإصابات بفيروس كوفيد-19 عند وصولها أو عبورها من المغرب، قادمة من إسبانيا في إطار رحلات خاصة”، مضيفة أن “السفر من إسبانيا إلى المغرب يشكل خطرا على صحة المواطنين المغاربة، وضربا للمكتسبات الصحية التي حققها المغرب”.
