ترزح مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، تحت أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة بعد توقف النشاط التهريبي منهما إلى باقي الأراضي المغربية المجاورة، نشاط كان المحرك الأساس لعجلة الإقتصاد في المدينتين السليبتين، بيد أن العامل الجديد أدى إلى حشرهما في الزاوية ما دعا عددا من سكان المدينتين إلى بيع منازلهم والانتقال إلى مناطق أخرى في إسبانيا.
ولإنعاش قلبي المدينتين الميت إكلينيكيا، وافق مجلس الوزراء الإسباني أمس الثلاثاء، بناءً على اقتراح من وزير الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، رييس ماروتو، على استثمار 6 ملايين يورو في مليلية وسبتة من أموال برنامج “الجيل القادم” الممول من الاتحاد الأوروبي، بغية “تحسين القدرة التنافسية السياحية للأقاليم الواقعة خارج شبه الجزيرة” حسب الحكومة الإسبانية.
وذكرت الحكومة الإسبانية أنه في حالة مليلية وسبتة، فإن تحسين القدرة التنافسية والقدرة على التكيف مع اقتصاد المدن المستقلة يتطلب تعبئة السياحة كمحرك للتنمية الاقتصادية الإقليمية، وبالتالي، ستشمل استراتيجيات المرونة الخاصة بهم استثمارات في الأماكن العامة لتعزيز استخدامهم السياحي؛ خطوط المساعدة لشركات السياحة (خاصة خدمات الإقامة والمطاعم) لتحديثها وتجديد شبابها.
ويرنو البرنامج، حسب المصدر ذاته، لتكوين الكفاءات السياحية وخاصة بين الشباب والترويج الوطني (وجهات في جنوب شبه الجزيرة) والدولية (أوروبا وشمال المغرب) للمدينتين كوجهات سياحية ذات أهمية تاريخية ثقافية.
وكانت صحيفة “الباييس” الإسبانية قد ذكرت قبل أسبوع أن حكومة بيدرو سانشيز قررت تخصيص 600 ألف أورو (6 مليون درهم) بغية تكليف شركة استشارات محلية لإعداد مخطط استراتيجي لمدينتي سبتة ومليلية.
وأضافت أن المخطط سيكون جاهزا بحلول يونيو القادم، من أجل الحصول على تحليل مفصل للوضع الاقتصادي والاجتماعي والديموغرافي لكلا المنطقتين وطرق تقويته.
وترمي الحكومة الاسبانية عبر هذا المخطط، حسب التقرير الإسباني، تحديد سبل تنمية الاستثمارات والمشاريع ومصادر التمويل المحتملة لإنعاش اقتصاديين مختنقين بالمدينتين المحتلتين، في خضم إغلاق المعبرين وتوقف التهريب.
وأشارت “الباييس” من خلال معطيات رسمية تحصلت عليها أظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، اتساعا للفجوة الاجتماعية، وتفشي ظاهرة كراهية الأجانب، وتشبع الخدمات العامة وارتفاع كبير لمعدلات البطالة، وتدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
واعترفت مصادر حكومية للباييس بأنه المدينتنان أصبحتا مناطق “مهملة” وأنهم عندما نظروا إليها كانوا قلقين بشأن ما وجدوه، وخلصوا إلى أن قوة إسبانيا في مواجهة المغرب يجب أن تمر أيضًا من خلال تعزيز سبتة ومليلية، حيث وصفت البيانات الاقتصادية لكلا المدينتين بالسيئة.
